"تعال وانظر" (يوحنا 46:1).

تستقر الآن عيناي على الرب يسوع في السماء، فأنظر إليه كالإنسان الكامل، الذي أشبع قلب الله وأرضاه. لقد عرف سر تعب البشرية وهو خطية الإرادة الذاتية، فأعدَّ لها بموته على الصليب علاجًا شافيًا، وجعل الراحة تحل في قلبي. كان رجل أوجاع، ولكنه كان متكلا على الله، وسار بالكمال في كل شيء، فكان كاملاً في اتضاعه، كما كان كاملاً في مجده. ما أحلى وما أشهى أن أرى الرب يسوع كمَن هو غرض الله وموضوع راحته، وموضوع راحتي أنا أيضًا، لأن الآب كشف عن عينيَّ لأبصر عمق شعوره نحو ابنه الحبيب، فأشبع أنا أيضًا بتلك الشركة العميقة مع الله في ابنه.

هل تجد أيها القارئ العزيز راحة لقلبك في المسيح الذي هو موضوع راحة الله؟ وهل يشبع قلبك بذاك الحبيب الذي أشبع قلب الله؟ يا ليت الرب يعطيك نعمة لكي تختلي بنفسك وتقترب أمام عرش النعمة، وهناك تدرك عمق الأفراح المذخرة لك في شخص الرب يسوع المسيح، الابن العزيز الوحيد المبارك.

يا عجبًا مــن حُبّـه               لم يُرَ قطٌ في أحدْ

والآبُ فيــهِ وحــدَهُ              كلّ سروره وجَــدْ