|
||
"قائد المئة" |
قراءات يومية | |||
"جاء إليه قائد مئة يطلب إليه .. يا سيد: غلامي مطروح في البيت .." (متى 8: 6،5) لقد سَما إيمان هذا الرجل حتى إنه أدرك أن عرض شكواه واحتياجه أمام الرب يكفي. ففي إيمانه كان يقول لنفسه: "إن شكواي تكفي لأن تُحرك قلب الرب المُحب. وإذ يتحرك قلبه المحب فهو سيحرك يمينه القديرة، وبذا سيتم لي المراد .. فلا حاجة لي إلا أن أعرض أمري قدامه". ومن هذا الموقف نتعلم ألا نفرض طرقنا على الرب في حل المُعضلات أو الشفاء، بل نكتفي بأن نُعلمه بأمرنا ونتركه هو يمسك زمام الأمور ليتممها حسب مشيئته. وما أروع سيدنا الكريم .. فإنه يستعذب أن يتجاوب مع الإيمان بأسمى الطرق .. لذا يجيب الرجل على الفور: "أنا آتي وأشفيه"! على أن إيمان قائد المئة هنا يزداد سموًا: فقد أعلن أنه لا يستحق دخول المسيح تحت سقف بيته .. وهنا قد نتساءل: إن كنت ترى أنك غير مستحق، فمن أين لك الجُرأة لتطلب؟ ليس لهذا السؤال إلا إجابة واحدة: أنه قد أدرك عُمق نعمة السيد التي تحرك قلبه بالمحبة لإجابة مَن يسألونه، بغض النظر عن أي استحقاق فيهم، نعم لقد نال طلبته وشفى الابن.
|