الثلاثاء, 19 سبتمبر 2017 10:50    طباعة
"يوسف"
قراءات يومية

"ثم قال لهم يوسف ... أنا خائف الله .. أحضروا أخاكم الصغير ألي، فيتحقق كلامكم ولا تموتوا" (تكوين 42: 18-20)

في كل مراحل حياته، من الصبا إلى الشيخوخة، لم يكن يوسف خاضعًا لما تمليه عليه الطبيعة، بل كان يحكمه خوف الله. كان هذا هو السر وراء كل تصرفاته. فأفكاره وكلماته وطرقه كانت تحكمها مخافة الله، فكان يفكر في الله وفي كل ما يرضيه. وبذلك حفظ في يوم تجربته من الوقوع في الشر، وفي يوم مجده أيضًا حفظ من الانتقام من إخوته. فلا الأحزان في أيام اتضاعه، ولا الأمجاد في يوم رفعته، استطاعت أن تزحزحه قيد أنملة عن خوف الله. لقد عرف أن يتضع وعرف أن يستفضل، فمهما كانت الظروف؛ سيئة أم ملائمة، فقد كان دائمًا يضع الله بينه وبين الظروف. وهكذا إذ كان سائرًا في خوف الله اتبع طريق الله مع إخوته. وطريق الله هو طريق المحبة. ليس مجرد المحبة البشرية، التي غالبًا ما تكون ضعيفة وكثيرًا ما تفشل، ولكن المحبة الإلهية لها رؤية واضحة ولا يمكن أن تتغاضي عن الأخطاء في من تحب، ولكن بمعرفة كاملة لما هو مخالف لجوهرها فإنها تعمل لكي تزيل كل لوم، وفي النهاية تستريح بعد أن تتم غرضها بنجاح.