"هذا هو عمل الله: أن تؤمنوا بالذي هو أرسلة" (يوحنا 29:6)

"بالإيمان .. خاف فبنى فلكًا لخلاص بيته". كم احتمل نوح من مشقة في هذا الأمر! أكثر من مائة عام وهو يعمل على إنجاز مشروع الفلك الضخم. لم يمل وهو يجمع الخشب والحديد وكل ما يلزم لبناء الفلك. وكم احتمل من كلمات صعبة! لكنه عمل وهو يؤمن بالله الذي قال وكلفه بهذه المهمة. وقد تسأل أيها القارئ: وما المطلوب الآن من الإنسان أن يعمله؟ الإجابة في رد الرب على من سألوه: "ماذا نفعل حتى نعمل أعمال الله؟ أجاب ... هذا هو عمل الله أن تؤمنوا بالذي .. أرسله" (يوحنا 6: 29،28). إنه نفس السؤال: "ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟". فالقوائم من الطقوس والأصوام والصدقات؛ أمور يعجز عن إتمامها الإنسان، وتعجز هي عن أن تُخلصه. لكن ها إجابة بولس: "آمن .. فتخلص" "بالنعمة .. مُخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم .. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد" (أف 2: 9،8).

لقد استمر نوح يحذر ويكرز، لأنه خاف وآمن بطوفان المياة الآتي ليغرق الناس. ونحن نؤمن أن طوفانًا من النار آتٍ قريبًا لحرق الأرض والمصنوعات التي فيها. فهل تأتي عزيزي بالإيمان إلى فلك النجاة، فتنجو من الغضب الآتي؟