«طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة»

(يعقوب 1: 12)

إن التجارب قيمتها عظيمة في أنها تكشف لنا حقيقة أنفسنا وتُرينا ضعفاتنا.  ونحن لا نُدرك ذلك حتى يأتي الامتحان.  والإيمان الذي لمع ببريق قبل ذلك، سيظهر مستواه الحقيقي.  وعندئذٍ ترتمي النفس في عجزها على المسيح وحده لتجد فيه الكل في الكل لها.  كان ذلك هو مغزى تجارب يعقوب ليُستحضر إلى نهاية ذاته، وضيقات أيوب كانت لتعالج ثقته في برّه الذاتي.  وهذه هي البركة التي نتجَت عن سقطة بطرس إذ حطَّمت اعتداده بذاته وألقَت به على الرب ليستند عليه ويجد فيه كل قوته.  ولهذا السبب يُجرِّبك أنت أيضًا عزيزي القارئ ليستحضرك إلى النقطة التي عندها تستطيع أن تقول: «لا أنا بل المسيح».

عن طريق التجارب يصبح المسيح حقيقة أمامنا كحقيقة الدموع التي ذرفناها والأحزان التي كادَت تبتلعنا.  وأحلى ذكريات حياتنا هي هذه الأماكن الصعبة التي صارت كأحجار معونة شاهدة تُذكِّرنا بأمانة وعظمة إلهنا.