(1صموئيل 23: 16)

إن أعظم موقف في صداقة يوناثان جاء في أحلك ساعة في حياة داود حين كان هاربًا مُطارَدًا من شاول.  وفي هذا الموقف قدَّم له أكبر خدمة؛ إذ شدَّد يدَهُ بالله.  وهذه هي أعظم خدمة يمكن أن يُقدِّمها الصديق لصديقه المتألم المُجرَّب في ليل الأسى الطويل، أو ساعة الشدة والضيق، أو حزن الفراق الأليم.  إن الصديق الحقيقي هو الذي يظهر عند الشدائد ويمكنه أن يُشدِّد النفس المتألمة بكلمة تشجيع من أقوال الله تقودها إلى الثقة في هذا الإله العظيم الذي لا يمكن أن يتخلَّى عن أتقيائه. 

وما أعظم المثال الذي يرسمه أمامنا الروح القدس عن الرب يسوع المسيح – له المجد – الذي يقول عن نفسه بروح النبوة: «أعطاني السيد الربُّ لسَانَ المتعلِّمين لِأعرف أن أغيث المعيي بكلمةٍ» (إشعياء 50: 4).