متى 5: 9 » عود كبريت » من شجرة واحدة تصنع مليون عود كبريت، و يمكن لعود كبريت واحد أن يحرق مليون شجرة, لذلك لا تدع أمر سلبي واحد يؤثر على ملايين الإيجابيات في حياتك أفسس 14:5 » لذلك يقول استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضئ لك المسيح ( أف 14:5 ( فيليبي 4: 7 » وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ - فيليبي 4: 7 مزمور 4:37 » وتلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك  ( مزمور 4:37(
لافتة إعلانية
الكاتب عصام عودة    الخميس, 01 سبتمبر 2022 13:45    طباعة
كور الله - عصام عودة
مقالات روحية

 أمثال 17: 3 – "البوطة للفضة والكور للذهب وممتحن القلوب الرب."

 حزقيال 22: 17-22 – "وكان الي كلام الرب قائلا يا ابن ادم قد صار لي بيت اسرائيل زغلا كلهم نحاس وقصدير وحديد ورصاص في وسط كور. صاروا زغل فضة لأجل ذلك هكذا قال السيد الرب. من حيث انكم كلكم صرتم زغلا فلذلك هانذا اجمعكم في وسط اورشليم جمع فضة ونحاس وحديد ورصاص وقصدير الى وسط كور لنفخ النار عليها لسبكها كذلك اجمعكم بغضبي وسخطي واطرحكم واسبككم فاجمعكم وانفخ عليكم في نار غضبي فتسبكون في وسطها 22 كما تسبك الفضة في وسط الكور كذلك تسبكون في وسطها فتعلمون اني انا الرب سكبت سخطي عليكم."

 الكور هو جهاز استُخدم لإحماء المعادن وصهرها، وهو ما يشبه "بيت النار" الذي استخدمه الصائغ لتصفية الحجارة الكريمة من الفضة والذهب، فيصبحان أنظف وذوي بريق ولمعان رائعين، وبالتالي أثمن. للوهلة الأولى، وإذا جهلنا هذه الحقيقة والهدف من الكور، ولنفترض أننا نراقب هذا الصائغ وكيف يدخل الفضة والذهب إلى بيت النار، لاعتقدنا أن هذا الصائغ قد أصابه مس من الجنون، أو أنه مبذّر أو يجهل قيمة الأشياء التي يرميها بالنار. إذا كان هذا اعتقادنا، فإننا نجهل شخصية الصائغ ولا نعلم وظيفة الكور، وبالتالي طعنا في الصائغ وماهية عمله ونياته.

 هكذا الحال إذا جهلنا "شخصية" الله وهدفه من "الكور" – فهو يسمح بالضيقات والألم في حياتنا، وبذلك إما أن يؤدبنا كما هو مكتوب في سفر حزقيال – القطعة المقتبسة أعلاه، وإما أن يمتحننا كما قرأنا في سفر الأمثال، وفي كلا الحالتين فهو يحبنا وبالتالي يصقل شخصياتنا لنصير مثله ونشبهه، كي نصبح رجالا وأبطال إيمان نصمد في المعارك والحروبات الروحية وننتصر فيها، كيف لا و"لأن الذي يحبه الرب يؤدبه وكأب بابن يسر به" (أمثال 3: 12)، وكذلك قوله في سفر العبرانيين 12: 6: "لأن الذي يحبه الرب يؤدبه، ويجلد كل ابن يقبله".

 لا يخفى عنا أن الكتاب سبق وأخبرنا أنه "بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت السموات" (أعمال 14: 22)، وكذلك قول الرب لتلاميذه: "في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يوحنا 16: 33)، كما وقال: "ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه" (متى 7: 14).

 النبي إرميا يتحدث عن الفخاري الذي فسد الوعاء الذي صنعه، فعاد وعمله وعاء آخر كما حسن في عينيه أن يصنعه، فيقول (18: 6): "أما استطيع ان اصنع بكم كهذا الفخاري يا بيت اسرائيل يقول الرب. هوذا كالطين بيد الفخاري انتم هكذا بيدي يا بيت إسرائيل."

 صنع الفخار من جديد يتطلب كسر القديم وصقله مرة أخرى كما يحسن في عيني الصانع، والفخاري هو الله الذي يريد إعادة تشكيلنا وصقلنا وتنقيتنا كي ننمو ونتقوى ونلمع ونثمر للرب. هذا البناء من جديد يحتاج تسليمنا الكامل "للصانع" الذي هو الله، ونحتاج أن نفهم وندرك لماذا يسمح هذا الصائغ وهذا الفخاري إدخالنا في الكور والدولاب والنار، وإلا فسوف نسيء الظن بإلهنا وسننسب له تهما خاطئة جدا هو بريء منها.

 نقرأ في مزمور 66: 10-12 كالتالي: "لأنك جربتنا يا الله. محصتنا كمحص الفضة ادخلتنا الى الشبكة. جعلت ضغطا على متوننا ركبت اناسا على رؤوسنا. دخلنا في النار والماء ثم اخرجتنا الى الخصب".

 هذه صورة واضحة لكيفية تعامل الله مع أولاده الذين يحبهم ويريد فقط الخير والأفضل لهم، ولكن ليس بطريقتنا أو فكرنا أو مشيئتنا، بل بحسب فكره وطرقه ومشيئته هو.

 إذا رجعنا إلى الكتاب للاحظنا كيف تعامل الله مع أولئك الذين استخدمهم بقوة، فأصبحوا رجالا أقوياء وجنودا صالحين للرب. نذكر منهم مثلا يوسف الذي تألم لمدة حوالي 13 عاما، بعد أن كان الابن المدلل عند أبيه، فبيع كالعبد مرتين واتهم زورا وتغرب في أرض غريبة لسنين عديدة، كذلك داود الملك الذي طورد من قبل شاول لفترة طويلة، مختبأ في البراري والمغر، مع أنه كان ممسوحا ملكا، ويعوزنا الوقت إن تحدثنا عن دانيال وإيليا وأيوب وبولس وبطرس والكثيرين الكثيرين، وفوق الكل رب المجد يسوع، الذي تعلم الطاعة مما تألم به، والذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضا، بل كان يسلم لمن معه أمرنا.

 قبل إغلاق هذا المقال نختم بقول بولس الرسول لأهل فيلبي (1: 29):

 "لأنه قد وهب لكم لأجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط، بل ايضا ان تتألموا لأجله".

 

خدمات الكنيسة