طباعة
أتريد أن تخلص؟
السنة الثامنة والعشرون ربيع سنة 2006

اتريد ان تخلصلا أسهل من الخلاص إذا أردته، ولا أعسر منه إذا تركته. في قدرتك أن تفعل هذا أو ذاك. ليس بعجيب إن أردت الخلاص، ولكن العجب كل العجب أنك تتركه. ولماذا؟ لو سقطت في بئر أفما كنت تريد أن تخرج منها؟

ولو كنت مريضا أفلا ترغب في الشفاء؟ أو محبوسا أفلا تشتهي أن يطلق سراحك؟ أو مديونا أفلا تتمنى وفاء دينك؟ فكم بالأحرى وأنت قريب السقوط في هاوية الهلاك الأبدي!

لا تنس أن الإرادة التي تتكلم عنها هنا ليست هي مجرد الاستحسان الخارجي. فقد يستحسن الإنسان أشياء كثيرة ولا يحصل على شيء منها. يستحسن أن يكون عالمًا أو غنيًا أو عظيمًا ولا يكون. ولماذا؟ لأنه لا يسعى في طلب ذلك. لا يجد ولا يجتهد، ولا يؤمن أنه سيكون كما استحسن. فإذا وقفت عند الاستحسان عدمت الفائدة. وإنما "الإرادة" التي أطالبك بها هي الرغبة الشديدة في طلب الخلاص.

وهذه الرغبة تجعل فيك شوقًا شديدًا، وذلك الشوق يوصلك إلى السعي، وبالسعي تنال المراد. فإذا كنت كذلك فلا بد من خلاصك، وإذا لم تكن كذلك فلا بد من خلاصك، وإذا لم تكن كذلك فلا بد من هلاكك، فماذا تريد؟

إن مفتاح السعادة هو في يدك الآن. إذا شئت فتحت، وإذا شئت أقفلت على ذاتك إلى الأبد. فماذا تريد أن تعمل بذاتك الآن؟

مجلة مصباح الحق