طباعة
الإنـجـيـل
السنة الثامنة والعشرون ربيع سنة 2006

الإنـجـيـلربما تظن أن الإنجيل كتاب واجبات دينية. لا ريب في أنه يحتوى على أعلى الواجبات الدينية وأنقاها. ولكن الواجبات ليست كل ما في الإنجيل. ولو كانت الواجبات كل ما في الإنجيل لكان حاكمًا بهلاكك لأنك خاطئ. مثلا مجلة الأحكام وقانون الجزاء (العقوبات) وغيرهما من الكتب النظامية تتضمن الحقوق  والأحكام القانونية في المعاملات، ولكن ما هي فائدتها للمحقوق؟ لا تفيد إلا في إثبات الحكم عليه. فلو كان الإنجيل كتاب واجبات فقط لكان علة لهلاك الجميع. فالمفلس يحتاج إلى إمهال وإمداد، والمجرم إلى عفو، والمريض إلى علاج، والجاهل إلى تعليم. وهكذا الخاطئ يحتاج إلى غفران، وهذا هو غرض الإنجيل. نعم إن الإنجيل يتضمن أدق الواجبات الأدبية وأهمها لأنه يمتد إلى العواطف والإحساسات الداخلية، ولكنه يحتوي خصوصًا على مبدأ الحياة الروحية وهو يقوم في ما يعمله الله لا في ما نعمله نحن.

أي نعم يا صديقي العزيز! ان الغريق لا ينجو ببراعته أو بقدرته بل ببراعة وقدرة من نزل لإنقاذه. فكل خاطئ غريق في بحر الشرور ومشرف على الهلاك. وخلاصك وخلاص كل  خاطئ يقوم بتسليم الذات بالكلية لمن نزل إلى بحر هذا العالم ليخلص ما قد هلك (لوقا10:19). هذا موضوع الإنجيل، وهذا أيضا من الحقائق التي لا تدحر. فالإنجيل يخبرك عن شخص جاء لكي يخلص. ويخبرك عن حياته وأعماله، ويعلمك كيف تُقبل إليه لكي تخلص (يوحنا37:6)، وماذا يثمر فيك الخلاص. هذه هي عناصر الإنجيل.    

مجلة مصباح الحق