الأربعاء, 10 فيفري/فبراير 2016 11:55    طباعة
"لم يكن لهما موضع في المنزل"
قراءات يومية

فولدَت ابنها البكر وقمَّطته وأضجعته في المذود، إذ لم يكن لهما موضع في المنزل (لوقا 7:2)

عندما بنى سليمان هيكله الشهير في أورشليم، الذي غشَّاه بالذهب، شعر بضآلة ذلك البيت إزاء مجد الله، فقال لله يوم تدشين الهيكل: "هوذا السماوات وسماء السماوات لا تسعَك، فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت؟" (1ملوك 27:8). تُرى ماذا كان بوسع سليمان أن يقول لو علم أن رب الهيكل مزمع أن يأتي طفلاً مُقمطًا مُضجعًا في مذود؟!

وعبارة "لم يكن لهما موضع في المنزل" تُشير إلى الفندق الذي نزل فيه يوسف وخطيبته مريم. لقد أمكن تدبير أماكن للأغنياء، أما الفقراء، نظرًا للازدحام الطارئ بسبب الاكتتاب، لم يجدوا مكانًا. وسيدنا له المجد، قَبِلَ أن يصير واحدًا من أولئك الفقراء. أتى إلى هذه الخليقة التي كوَّنتها يداه كضيفٍ غريب، وغير مُرحَّب به أيضًا!

وإذ كان العالم مع اتساعه لم يُعطِ خالقه مكانًا، فهل تعطي، عزيزي القارئ، لخالقك وفاديك مكانًا في قلبك؟ أم لا زلت تُبكيهِ واقفًا خارج قلبك، يقرع بالحب منتظرًا الدخول، دون أن تفتح له؟ لقد تنازل ابن الله، وقَبِلَ أن لا يكون له مكان على الأرض، ليكون لك أنت مكان في السماء.