الجمعة, 02 سبتمبر 2016 17:38    طباعة
"نابال"
قراءات يومية

"وكان نابال .. سكران .. وفي الصباح .. أخبرته .. فمات قلبه داخله وصار كحجر. وبعد .. أيام ضرب الرب نابال فمات" (1صموئيل 25: 36-38)

ما أسوأ نهاية رجل العالم! الليل كله وهو غارق في السكر، وحين يبزغ الفجر، نجده مُصابًا بالرعب إذ طعنه الفزع في قلبه، ثم نفذ سهم الموت إلى صدره فمات. وما أصدق هذه الصورة! وما أكثر انطباقها على الكثيرين الذين نجح العدو  في كل عصر في إغرائهم بالمطامع وإغراقهم في ملذات العالم الحاضر "لأن الذين ينامون فبالليل ينامون، والذين يسكرون فبالليل يسكرون" (1تسالونيكي 7:5)! لكن آه، إن الصباح وشيك، عندئذٍ كل الخمر (أفراح العالم) ستكون قد تبخرت، وكل الملذات التي يشغل بها الشيطان الآن أرواح الناس ستكون قد توقفت. وعندئذ تفاجئهم الحقيقة المُرة، وهي أنهم مُزمعون أن يقضوا الأبدية التعيسة مع إبليس وملائكته؛ أبدية مريعة كلها بؤس وشقاء، بؤس مُحقق وشقاء مُقيم في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت. نلاحظ أن نابال لم يقابل داود وجهًا لوجه، ومع ذلك فإن فكرة انتقام سيفه ملأت نفسه بالخوف القاتل. فما بالك إذا التقى النظر بيسوع المحتقر المرفوض؟ كم سيكون هذا المشهد أكثر رعبًا بكثير!