"هذه الأمور جميعها أصابتهم مثالاً، وكتبت لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور" (1كورنثوس11:10)

ترنيمة الخلاص التي هتف بها الشعب القديم على شاطئ البحر الأحمر، كانت أُغنية عظيمة ترنم بها الشعب فرحًا بالخلاص العظيم من عبودية مصر. ولكن سرعان ما تبدَّدت تلك الأُغنية لتحل محلها تذمرات على موسى. ورغم أنهم كانوا عبيدًا تحت نير فرعون القاسي لكنهم لم يكونوا مُهيئين لصعوبات البرية. فتحركت في القلب ثورة، وسمعت على الشفاه تذمرات.

وأسباب التذمر لم تخرج عن ثلاثة:

أولها: أن البرية مُقفرة من الخبز والماء، وثانيها: أن نفوسهم سَئمت طعام الله النازل من السماء؛ المَنْ، فوصلت بهم الحال حتى قالوا إن نفوسهم كرهته، وثالثها: أنهم حنوا إلى طعام مصر الذي تعودوه. وتجمعت هذه الأسباب الثلاثة فكانت عبئًا ثقيلاً عليهم، فأفرطوا بشفاههم حتى قالوا: إنه كان خيرًا لهم لو أنهم بقوا في مصر!!

أعزائي .. نحن أيضًا عُرضة لهذه المشاعر؛ أن نتذمر على أي شيء يُخالف إرادتنا ونحن نعبر البرية حيث يوجد من حولنا فخاخ ومخاطر، ولكن لنا الله حافظًا من هذه الخطية التي أوقع عقابها على الشعب قديمًا. فلنحذر، ونشكر.