الأربعاء, 21 ديسمبر 2016 13:39    طباعة
"نزل من السماء"
قراءات يومية

"لأني قد نزلت من السماء، ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني" (يوحنا 38:6)

كثيرون يؤمنون بأن الله رفع المسيح إلى السماء، وهذا طبعًا شيء عظيم، ولكن ما يؤكده المسيح هنا، لا مرة ولا مرتين، بل سبع مرات في فصل واحد هو يوحنا 6 أنه نزل من السماء. وفي مناسبة أخرى قال المسيح لليهود: "أنتم من أسفل، أما أنا فمن فوق. أنتم من هذا العالم، أما أنا فلستُ من هذا العالم" (يوحنا 23:8). وهو نفس ما أكده لنيقوديموس قبل ذلك "وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يوحنا 13:3). وعن هذا الأمر قال المعمدان: "الذي من الأرض هو أرضي، ومن الأرض يتكلَّم. الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع" (يوحنا 31:3)، لأن الذي يأتي من السماء لا يمكن أن يكون مجرد إنسان. فالإنسان مصدره أرضي. فإن لم يكن إنسانًا، فمَن يكون إذًا؟ إن مولد المسيح في بيت لحم لم يكن بداية وجوده، "مخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل" (ميخا 5: 2؛ 4 متى 6:2)، بمعنى أنه هو الأزلي. ومرة أخرى قال: "خرجت من عند الآب، وقد أتيت إلى العالم" (يو 28:16). إن كان المسيح قد قال إنه أزلي، وليس أزليًا سوى الله، بهذا قد قال أيضًا: " أنا هو الله".