"يسوع .. قام عن العشاء، .. وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها .." (يوحنا 13: 3-5)

في وقت العشاء في العلية، غسل السيد العظيم أرجل التلاميذ، وغسل أيضًا رجلي يهوذا! ويا له من منظر يثير التعجب!

وقف التلاميذ بلا حراك، مأخوذين من الدهشة، وظهر عليهم الخجل، إذ كانوا يتنازعون فيما بينهم: ترى مَنْ يكون الأعظم (لو 22: 24-27)، عندئذٍ شعروا بالإتضاع، وأحسوا بالمحبة واللطف يعم كيانهم، وبشعور الدهشة والسرور تركوا سيدهم ما يسره أن يفعله بهم.

واستمر الرب بغسل أرجل تلاميذه في اتضاع، في صمت وهدوء، حتى جاء دور بطرس الذي أظهر اعتراضه، ولكنه خضع وترك الرب له المجد يغسل رجليه.               

وتصوروا معي – السيد والمُعلم، "ربي وإلهي" يغسل أوساخ القدمين، ويتطلَّع في وجه يهوذا الخائن .. لقد كان "حلو اليدين" يُخاطب القلوب، وقد تجسمت فيه كل معاني المحبة وإنكار الذات .. والغريب أننا نرى يهوذا يخون السيد العظيم بعد كل هذا!! ليتنا نتحذر.

نعم، يسوع "إذ كان قد أحب خاصة الذين في العالم، أحبهم حتى المنتهى".