الجمعة, 31 جانفي/يناير 2020 16:36    طباعة
"ذبائح الحمد"
قراءات يومية

 «أما أنا فبصوت الحمد أذبح لكَ»

(يونان 2: 9)

أ يمكن أن يهرب الإنسان من وجه الله؟  إلى أين المهرَب؟  لكن نبي الله هرب، فوجد نفسه داخل أحشاء حوت.  وكانت هذه الأحشاء له المرْتَبَة والوسادة والغطاء .. غرفة نوم مُخيفة أقرب إلى استقبال الموتى منها لاستقبال الأحياء!  تيار الهواء بها كان يحمل معه ناتج الغازات الكريهة المتفاعلة داخل أحشائه.  وكان الحوت مدفونًا في قلب البحر.  لكن كيف تتكوَّن اللآلئ؟!  في أعماق البحر بعيدًا عن أعين الناس لكن تحت رقابة أعين هذا الذي لا ينعس ولا ينام.

أ يمكن لإنسان ما أن يرفع صوته بالحمد من داخل هذه المقبرة المَهولة؟  نعم، استطاع يونان، ويستطيع كل مؤمن.  كيف؟  هو الله ونعمته الغنية!!  من هناك تعلَّم يونان كيف يصرخ للرب إلهه. 

حين كان طليقًا في الهواء  رفض أن يصرخ للرب إلهه، لكن الآن ارتفعت صلاته ودخلت حتى إلى مقادس الله، بل وتصاعدَ أيضًا بخور رائحة ذبائح الحمد.