السبت, 21 أوت/أغسطس 2021 15:51    طباعة
«لِيَ النقمة أنا أُجازي، يقول الربُّ»
قراءات يومية

 «لا تقاومُوا الشر، بل مَن لَطَمَكَ على خدِّكَ الأيمن فحوِّل له الآخر أيضًأ»

(متى 5: 39)

لم يلغِ المسيح مبدأ المعاملة بالمثل لأنه مبدأ بار وعادل، بل قال في عظة الجبل نفسها: «بالكيل الذي به تَكيلون يُكَال لكم».  لكنه يتحدَّث عن معاملاتنا الواحد مع قريبه التي يجب أن يُميزها النعمة لا البر.

والإنسان عادةً يستخدم يمينه في اللطم؛ فتقع اللطمة على الخد الأيسر، وهذا معناه أنك لُطِمتَ من حيث لا تتوقع. واللطمة على الخد الأيمن عادةً ما تكون بظهر اليد، ولا تشتمل على عنصر الألم قدر ما تحمل من التحقير.  والتحقير يضاعف الرغبة في الانتقام.  ماذا نفعل عندما نُهَان من الآخرين؟  لا تفعل شيئًا، بل استمر في طريقك، ولو كان سكوتك سيجعل المزيد من الظلم يقع عليك؛ فقد قال الرب: «لِيَ النقمة أنا أُجازي، يقول الربُّ» (رومية 12: 19).

والرب لم يقصد حرفية الكلام؛ فهو نفسه عندما لُطِم في المحاكمة لم يَدِر خده الآخر للضارب، ولم يقاوم الشر، ومع كل قوته ومجده كان يسلِّم لمن يقضي بعدل.