«ومن كُلِّ مخاوفي أنقذني»

(مزمور34: 4)

إننا قلَّما ندرك الخسارة الناتجة من عدم استنادنا على ذراع الرب القديرة يومًا بعد يوم.  فإذا هبَّت الرياح انزعجنا وصَغُرت نفوسنا، وملأت المخاوف قلوبنا، وتملَّكَتنا الحيرة عوضًا عن أن نكون هادئين ومستريحين في محبة الله.  قال داود مرة: «إني سأهلك يومًا بيد شاول».  لكن هلك شاول على جبل جلبوع وتبوأ داود عرش إسرائيل.  وهرب إيليا مرة لحياته من تهديد إيزابل، لكن ماتت إيزابل مهشمة البدَن.  أمَّا إيليا فأخذته مركبة نارية إلى السماء.  وقال التلاميذ: «إننا نهلك»، لكن أسكَتَ رب الكون العاصفة وأبكَم البحر.   فما أبهى نعمته! وما أعظم قدرته ومجده!  ما أرَّق قلبه!  وما أحن عواطفه!

إنه لا يُعاملنا حسب أفكارنا الضعيفة، بل حسب محبته الكاملة.  هذه هي تعزيتنا وسنَدنا ونحن عابرون وسط بحر الحياة المضطرب.

تهدأ بأمرِكَ الرياح   طوعًا لِما تريد

فننظرُ البحرَ استراح  من كدهِ الشديد