"هذه رحلات بني إسرائيل الذين خرجوا من أرض مصر بجنودهِم عن يَدِ موسى وهارون"

(عدد 33: 1)

آثار بني إسرائيل مَحَتها الرياح من زمنٍ طويل، لكنها كلها مسجَّلة في سفر الله، وتلخص رحلة طويلة على مدى أربعين سنة، سُرّ الله أن يُسجلها في كتابه، ولتكون شاهدًا صادقًا لقول أيوب: «أ ليسَ هو ينظر طُرقي، ويُحصي جميعَ خطواتي؟» (أيوب 31: 4).  

وكذلك طريق كل مؤمن في هذا العالم.  إن كل يوم من عمرنا أضاف يومًا إلى «زمان الحياة الذي مضى»، واقتطع يومًا من «الزمان الباقي» (١بط4: 2، 3)  ربما مسحَ الزمن الجزء الأكبر من تاريخ حياتنا، وربما نكاد بصعوبة نتذكَّر ما فعلناه بالأمس، لكن الرب سجَّل عنده كـل شيء، كما لو كان قد أخذ فيلمًا لحياتنا كلها، بدون حذف أي شيء منها، وسنراه في نور الله أمام ”كرسي المسيح“. أ ليس هذا خطيرًا؟!

لو حدث ذلك الآن، أ فلا نخجل من أن تُكشَف حياتنا؟  لكن هناك قرب الرب يسوع سوف لا يكون خوف من دينونة، بل بالحري شعور بعُظم أناة الله وصفحهِ، وهذا سيقودنا إلى السجود.