الجمعة, 02 أكتوبر 2015 18:31    طباعة
"شجر الوعر"
قراءات يومية

"كَالتفاحِ بَين شَجرِ الوعر" (نشيد الأنشاد3:2).

إن هذا العالم بالنسبة للمؤمن كالقفر (البرية)، أو الوعر (الغابة). والسياحة في هذا العالم شاقة لأنه: "أرض قفر ... خلاءٍ مستوحشٍ، خَرِبٍ"، بل إنه: "القفر العظيم المخُوف .."، وهو أيضًا "أرض ناشفةٍ ويابسةٍ بلا ماءٍ"، و "وادي البكاء"، و "وادي ظل الموت"، و "أرض الغربة والمذلة".

وإن كانت توجد في هذا القفر أشجار، فهي "شجر الوعر"؛ لا ظل مُريح تحتها، ولا ثمر فيه يُشتَهى، فهي والعدَم سواء. ولكن الرب يسوع الحبيب هو كالتفاح للمؤمن السائح في البرية. فكما أن التفاح يمتاز في طبيعته عن شجر الوعر، هكذا شخص المسيح يمتاز في طبيعته عن كل ما عداه. فالمؤمن يجد في المسيح كل الكفاية لشبع القلب وراحة الضمير.

وكلمة التفاح في الآية موضوع تأملنا، تعني شجرة التفاح. والمسيح هو شجرة التفاح الحقيقي، فيه كل الكفاية للمسافر في البرية: ففيه الظل الظليل للراحة والحماية من الحرارة الحارقة. وفيه الثمر الشهي المستديم للشبع. وفيه العصير الحلو  للارتواء. وفيه أيضًا الرائحة العطرية لإنعاش المسافر.