"فصرخ يسوع أيضًا بصوتٍ عظيم، وأسلم الروح ... وأما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع، فلما رأوا الزلزلة وما كان، خافوا جدًا وقالوا: حقًا كان هذا ابن الله" (متى27: 54،50).

يذكر لنا متى ومرقس ولوقا، قائد المئة الذي كان يُشرف على صلب الرب يسوع واللّصين. ربما يكون هو الذي ترك عسكره يستهزئون بالرب بتلك الصورة الوحشية ويبصقون عليه ويضربونه على رأسه، ولكنه اندهش جدًا بسبب الموقف النبيل لهذا المصلوب الذي لم يكن يفكر في نفسه، بل في الآخرين.

وعندما أظلمت الشمس صرخ الرب يسوع بصوت عظيم: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟". وبعد أن أسلم الروح، حدثت زلزلة هزَّت الصخور وملأت الحاضرين بالرُعب، حينئذ اعترف قائد المئة والذين معه: "حقًا كان هذا ابن الله". في حين أن الرؤساء الدينيين رفضوا هذا الاعتراف! فقائد المئة هذا كان بعيدًا تمامًا عن الديانة اليهودية، ومع ذلك فقد انفتحت عيناه على عظمة ابن الله الذي تجسد!!

هوذا قد صــارَ ليـــلٌ                         مُظلمٌ نصفَ النهارْ

والصخورُ الصُّم شُقتْ                                    فلمــاذا ذاكَ صــارْ

ذاقَ ربُّ المجدِ موتــًا                                    بعدَ صلب واحتقارْ