"ليسوا من العالم، كما أني أنا لستُ من العالم" (يوحنا 17: 16،14)

ما يؤسف له هو أن قليلين هم الذين أدركوا فعلاً طبيعة مركزهم بعد إيمانهم بالمسيح، ونتائجة العملية كمتحدين مع الرب يسوع المصلوب والمقام. قليلون هم الذي أدركوا فعلاً عمق معنى كلمات الرب: "ليسوا من العالم، كما أني أنا لستُ من العالم"، أو كلمات الروح القدس: "لأن المقدس والمقدسين جمعيهم من واحد" (عب 11:2). فماقنا في المسيح ليس هدفًا نسعى إليه، بل هو نقطة نبدأ من عندها، العيش عمليًا حياة الانفصال.

عن الدافع الأساسي لانفصال المؤمن عن العالم هو انفصال المسيح عنه، فلا يهم كون العالم حسنًا أم رديئًا، فالمؤمن ليس منه رغم أنه فيه كمكان تعبه اليومي وتدريبه. لقد تحرر رجال داود من كل ارتباط بنظام شاول، وذلك بفضل اتحادهم بداود (1صموئيل 22: 2،1).

وهكذا كل الذين يتبعون الرب يسوع المرفوض، لا بد أنهم سيشعرون أنهم قد انفصلوا عن أمور الزمان الحاضر وكل مغرياته.

أما أنا فأمامي السما                                                      حيث ارتقى سيدي وكما

سارَ هُنـا سأسير أنـا                                                     غايتــــــــي المسيــــــــح