«... ليس عنده تغيير ولا ظل دورَان»

(يعقوب 1: 17)

قد نرى في أحبائنا تغييرات كثيرة، ونختبر تقلُّبات متعددة، ونتعلَّم رغمًا عنا أنه لا يُعتمَد على الإنسان في شيء، ولا نقدر  أن نركـن إلى ظروف الزمان لأنها تتقلَّب كالرياح.  ونختبر في أعز أصدقائنا ما يُحيرنا ويُحزننا، ونرى أنفسنا محمولين بسرعة على أمواج بحر الحياة، ولا نقدر  أن نثبت على حالة واحدة مهما اشتهينا ذلك.  المحبة التي نلتذ بها اليوم تبرُد غدًا.  ونفرح في الوقت الحاضر باستقامة السيرة في الذين نحبهم، وربما نتكدَّر بعد قليل من مشاهدة خلاف ذلك فيهم.

أما الرب يسوع فيظل كما هو.  حدثت حوادث كان من شأنها أن تفصل بينه وبين تلاميذه وتُنفِّره منهم.  لقد هربوا في ساعة الشدة، لكنه اجتاز الموت لأجلهم، وبعد قيامته فازَ بكل سلطان في السماء والأرض، «أما يسوع إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى».  فبعد أن قام رجع ورافق تلاميذه في أتعابهم.  لقد  كفكف دموع المجدلية، وأزال حيرة التلميذين، ونزع خوف التلاميذ، وبدَّد شك توما، وردّ نفس بطرس.