"بالإيمان اجتازوا في البحر الأحمر كما على اليابسة ... بالإيمان سقطت أسوار أريحا" (عبرانيين 11: 29، 30)     

إن التاريخ الذي أسقطه الوحي بين هاتين الحادثتين المُسجلتين أمامنا، يحمل من المعاني أعمقها، لأنه إن كانت هناك فرصة أُتيحت لشعب الله لإظهار بطولة الإيمان، فهي بكل تأكيد في اختيارات البرية التي اجتازوا فيها.

جمهور غفير يسعى على الأقدام أربعين سنة بعيدًا عن كل مظاهر الحضارة، بلا مخازن للطعام، وبلا خزانات للمياه، وبلا موارد للثياب. بلا شيء بالمرة، لكن كان لهم الله ووعوده، ومع ذلك ظهر عدم الإيمان الكامن في قلوبهم!

في 1كورنثوس 10 نجد سجلاً حافلاً بأمانة الله في تلك الفترة. تذكَر كلمة "جميعهم" خمس مرات في هذا الجزء، أنهم كانوا شركاء في بركات الله ومُستفيدين من نعمة الله، وموضوع عنايته، لكن بأكثرهم لم يُسرّ الله لأنهم كانوا متذمرين ومتمردين. لكن، ألا يجد فينا نحن الذين تحاوطنا النعمة من كل جانب، صدى الإيمان الذي يُكرمه؟

يا قـومُ ذُوقـوا وانظـروا                               مـا أطـيبَ الإلـهْ

طــوبى لِمَــن اتكلوا                               عليــهِ لا سِــواه