«لأن الله لم يُعطِنا روح الفشل،               بل روح القوة والمحبة والنصح»

(2تيموثاوس 1: 7)

استطاع الرسول بولس رغم اجتيازه التدريبات الشاقة والمشكلات الطاحنة أن يفرح بل ويكتب لأهل فيلبي وهو في سجن روما طالبًا منهم أن يفرحوا (فيلبي 4: 4).  كيف يا بولس وأنت سجين, ويبدو أن العدو قد دحرَك, كما أنك لم تَعُد تخدم الرب؟  فنسمعه يقول: ”بلى, لم أزَل أخدم الرب, فها أنا أكتب إلى أهل فيلبي“. 

لست أدري إن كان بإمكان هذا الرَّجُل العزيز أن ينظر خلال الدهور، ويرى ملايين المؤمنين الذين يستمدُّون العزاء من رسالته التي كتبها من سجنه، وقد كان فرحًا في الروح، بلا أدنى شعور بالهزيمة بل إنه امتد إلى القول: «فإن سيرتنا نحنُ هي في السماوات، التي منها أيضًا ننتظر مُخلِّصًا هو الرب يسوع المسيح، الذي سيُغيِّر شكل جسد تواضُعنا ليكون على صورة جسد مجدهِ» (فيلبي 3: 20، 21).  لم ينغمس بولس بأية طريقة في روح الفشل, بل على العكس هتف: «في هذهِ جميعها يَعظُم انتصارنا بالذي أحبَّنا» (رومية 8: 37).